المحاضرة السابعة في علم التخريج دة. هاجر جميل
بسم الله الرحمن الرحيم
المحاضرة السابعة في مادة:
علوم الحديث فوج ¾
**************************
« طرق التخريج (تتمة) »
· الطريقة الأولى
§ التخريج عن طريق معرفة الراوي الأعلى:
والراوي الأعلى هو الراوى الذى اسمه في السند قبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة، وذلك الراوي قد يكون صحابياً إذا كان الحديث
موصولاً، وهو الأكثر. وقد يكون تابعياً إذا كان الحديث مرسلاً، وهو الأقل.
وهذه
الطريقة يُلجأ إليها عندما يكون اسم الصحابي مذكورا في إسناد الحديث المراد تخريجه
، فإن لم يُعرف الصحابي ، فلا يمكن اللجوء لهذه الطريقة.
والمصنفات التي يُستعان بها وفق هذه الطريقة
هي:
1.
أولا
كتب المسانيد :
وهي هي مصنفاتٌ حديثيةٌ مسندةٌ رُتبت الأحاديث فيها على أسماء رواتها من صحابةٍ
أو تابعين. و هذا الترتيب:
- قد يكون وفق حروف المعجم .
- وقد يكون على السابقة في الإسلام .
- وقد يكون على القبائل .
- وقد يكون على البلدان ، أو غير ذلك .
وهذه المسانيد تقرب من مائة مسند وأشهرها :
مسند الإمام أحمد - مسند ابي داود سليمان الطيالسي - مسند ابي بكر الحميدي.
أ.
مسند الإمام أحمد (ت241هـ) :
- إنتقى الإمام أحمد مرويات مسنده من ألف ألف
حديث يحفضه
- ثم ضمنه 30 ألف حديث وقيل 40 ألفاً
- ورتب مروياته على مسانيد الصحابة
- وابتدأ مروياته بالعشرة المبشرين بالجنة
- ثم رتب بقية الصحابة على حساب الأفضلية و
الأسبقية في الإسلام كما راعى مواقع بلداتهم وقبائلهم ونحو ذلك
- ثم جعل النساء في آخر المسند فبدأ بعائشة و
سائر أمهات المؤمنين ثم بقية النساء
كما
أنه يتكرر اسم الصحابي في أكثر من موضع لذلك نحتاج الفهارس .
- ومن الفهارس التي
وضعت للمسند:
* الفهرس الذي وضعه ابن عساكر بعنوان « ترتيب أسماء
الصحابة في مسند الإمام أحمد» وهو مطبوع
بتحقيق الدكتور عامر صبري.
* وفهرس آخر مُلحق بالطبعة الميمنية من وضع الشيخ محمد ناصر الدين
الألباني.
* كما قام المكتب الإسلامي بطباعة المسند
طباعة جديد مرتبة و مرقمة بإشراف الدكتور
سمير المجدوب مع فرقة من الباحثين ، ذكرو فيه اسم كل صحابي مرتبا على حروف المعجم
و مقابل كل صحابي رقم الجزء و الصفحة.
وقد قام شعيب الأرناؤوط بتحقيق المسند و تخريج
أحاديثه و الحكم عليها .
وطريقة البحث و التخريج من المسند ، أن يعرف
المخرج اسم راوي الحديث فيبحث في مروياته مستعينا في ذلك بالفهرس الموضوع للمسند إلى
أن يقف على الرواية التي يريد إخراجها ، فيقول: أخرجه الإمام أحمد في مسنده في جزء
كذا وصفحة كذا ويستحسن نقل كلام الإمام على الحديث أو رواته .
ب. مسند ابي داود سليمان
الطيالسي المتوفى 204 هجرية:
وعدد أحاديثه في الطبعة القديمة 2767 حديثا و
في طبعة التركي 2890 حديثا
ابتدأ بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة ثم ذكر
بقية الصحابة من غير ترتيب معين
قال عامر بن إبراهيم الأصبهاني
: سمعت أبا داود يقول : كتبت عن ألف شيخ .
وورد عن أبي داود أنه كان
يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث .
ج. مسند ابي بكر الحميدي (ت219هـ) :
وعدد
أحاديثه 1300 حديث و خرج ل 180 صحابيا ، ابتدأه
بأحاديث العشرة المبشرين بالجنة ماعدا طلحة لم يُخرج له ، كما أنه جمع أحاديث أمهات
المؤمنين ثم باقي الصحابيات في موضع واحد ، وبقية الصحابة لا يظهر لهم ترتيب معين
ويمكن الاستعانة بفهارس الكتاب.
ومن
تحقيقات الكتاب تحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي .
~
وممن سهل الوصول إلى مرويات الأسانيد أبو الفداء السامي
التوني ، فقد فهرس لتسعة كتب :
1- مسند الإمام أحمد .
2- الطيالسي .
3- الحميدي .
4- أبي يعلى .
5- عبد بن حميد .
6- المعجم الكبير الطبراني .
7- مسند الشاشي .
8- تحفة الإشراف .
9- جمع الجوامع للسيوطي .
·
ثانيا: كتب المعاجم :
و المعجم عند المتحدثين
هي: الكتاب الذي تُذكر فيه الأحاديث على ترتيب أسماء الصحابة أو الشيوخ أو البلدان
أو غير ذلك والغالب أن يكونوا مرتبين على أحرف المعجم ، والمعاجم المرتبة على
أسماء الصحابة تعد من بين المسانيد ، لا فرق بينهما إلا أن المعاجم مرتبة على حروف
المعجم ، و المسانيد ليست مرتبة على ترتيب معين وأشهر المعاجم: المعجم الكبير للطبراني.
ابتدأ الطبراني مُعجمه بالعشرة المبشرين بالجنة
فذكر لكل واحد منهم مشاهير حديثه وأسانيده ، ثم بدأ بالصحابة على حروف المعجم ، و
ترك التخريج لأحاديث بعض المكثرين من الصحابة ، كأبي هريرة ، حيث أفرد أحاديثه في
كتب مستقلة ، ولم يراعي الطبراني في معجمه الحرف الثاني في ترتيب الأسماء. ويمتاز كتابه بأنه يستقصي ما رواه التابعي عن
ذلك الصحابي ، تم ينتقل إلى تابعي آخر ، وهكذا. وهو يبدأ بالتابعين من أهل الحجاز
، ثم ينتقل إلى غيرهم حسب القبائل والبلدان ، ولمن أراد أن يخرج حديثا من المعجم
الكبير ، فعليه أن يعرف اسم الصحابي ثم اسم التابعي الراوي عنه ، لأن الطبراني قصد
في معجمه جمع طرق الرواية عن كل صحابي ولذلك نجد مروايات مكررة. وامتاز الطبراني
بترجمته للصحابة ، فيذكر بعض الأحاديث و الآثار في سيرة الصحابي ومناقبه ووفاته ، ثم
بعد ذلك يورد ما أسنده ذلك الصحابي من أحاديث.
·
ثالثا : كتب تراجم الرجال و التواريخ المسندة فيها
الأحاديث:
وهذه الكتب ليست كتب
حديث مخصوصة ، بل هي بعض كتب التراجم التي اعتنى أصحابها من أئمة الحديث في جمع
مادتها العلمية بالرواية و الأسانيد ، مما أدى إلى وجود الكثير من الأحاديث و
الآثار فيها .
~
ومن كتب التراجم والتواريخ :
* «الطبقات الكبرى» لابن سعد ، فقد
رتب كتابه ترتيبا محكما ، فجعله على الطبقات ، وقسمه على المدن ، ففي كل بلد طبقات
، وهو في ثنايا التراجم يُورد أحيانا أحاديث أو آثار تُروى من طريق صاحب الترجمة
أو لصاحب الترجمة نفسه .
* وأيضا «كتاب حلية
الأولياء» لأبي نعيم الأصفهاني
، ترجم فيه لكثير من العلماء و الصالحين ، معتمدا على الرواية بالأسانيد.
* ومن الكتب أيضا «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» لابن عبد البر ، وميزة
هذه الكتب ، حفظها لمرويات الصحابة خاصة المقللين منهم ، وذلك بسبب قصد مؤلفيها
إلى إثبات صحبة الراوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي مرتبة إما على حروف
المعجم أو على القبائل ، فمن أراد تخريج حديث معين فله أن ينظر فيها علَّه يظفر بتراجم
الرواة على أحاديث مسندة تتضمن حديثه الذي يريد تخريجه.
·
رابعا : كتب الأطراف:
والمقصود بكتب الأطراف:
هو ذِكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع لأسانيده إما على سبيل الاستيعاب أو
على جهة التقييد بكتب مخصوصة ، وقد دأب المصنفون في كتب الأطراف على ترتيبها على
مسانيد الصحابة ، بحيث ترتب أسمائهم على حروف المعجم ، ثم يذكر عند كل سند طرف
الحديث ، ثم من رواه بهذا السند من الأئمة و المصنفين ، مع ملاحظة عدم التفريق بين
الصحابي و التابعي في الترتيب في الرواية عن الصحابي صاحب الترجمة ، بل يكون
الترتيب بحسب حروف المعجم ، فإذا كان كتاب لأطراف الكتب الستة مثلا ، فمعناه جمع
أحاديث كل صحابي على حدى من الكتب الستة ، مقتصرين على جزء من المتن أو ما يشير
إليه ، وإن لم يكن منه ، على أن يورد الحديث بكل طرقه من هذه الكتب الستة عن هذا الصحابي
. فإذا طالعت هذا الكتاب ، تكون قد اطلعت على جميع طرق الحديث المكررة في الكتب
الستة.
~
ومن أبرز كتب الأطراف:
* «أطراف الصحيحين» لأبي مسعود
إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي (ت401هـ) .
* «أطراف الكتب الستة» لأبي الفضل محمد
بن ظاهر المقدسي (ت507هـ) ،
((جمع فيه أطراف البخاري ومسلم و ابي داود و الترمذي و النسائي و ابن
ماجه)) .
* «الأشراف على معرفة الأطراف» لابن عساكر
المتوفي (ت571هـ) ،
((جمع فيه أطراف السنن الأربعة أي سنن أبي داود وسنن ابن ماجه وسنن النسائي
وسنن الترمذي)) .
* و «تحفة الأشراف بمعرفة
الأطراف» للحافظ المزي (ت742هـ).
~ التعريف
بتحفة الإشراف:
هو فهرس على الأطراف لكل ما في الكتب الستة
وملحقاتها من الأحاديث وأسانيدها. ( وهي صحيحي البخاري ومسلم + كتب السنن الأربعة)
.
وأما ملحقاتها فيقصد بها:
1. تعليقات صحيح البخاري.
2. مقدمة صحيح مسلم.
3. مراسيل ابي داودز
4. رابعا الشمائل للترمذي.
5. العلل الصغير للترمذي.
6. السنن الكبرى لنسائي.
7. عمل اليوم و الليلة لنسائي.
8. خصائص علي لنسائي.
تمت المحاضرة بحمد الله
|